الأحد، 29 مارس 2009

الكحكة فى ايد اليتيم عجبة


كم أشفق على هذا اليتيم ما أن يمسك كحكة بسيطة لا تسمن ولا تغنى من جوع إلا ويتكالب عليه لصوص الفرح من كل جانب ليخطفوا منه كحكته وبالمرة تمتد مخالبهم لتنهش فى لحمه وروحه دون رحمة ليتركوه اسير همومه ومعاناته .. اليتيم هو شعب مصر الذى يهرب من معاناته الى كرة القدم ليفرغ فيها همومه ولان هذا اليتيم يستحق ان يفرح حتى لو كان فرح وهمى فإن معشوقته كرة القدم لم تخذله وكأن كرة القدم كائن حى يشعر بمعاناة المواطن المسكين فقد وهبته الفرحة من خلال المنتخب الذى فاز ببطولة 2006 وبطولة 2008 مقدما ملحمة من الابداع رسمت الفرحة على جبين المواطن المسكين ولكن هناك دوما من يريد ان يسرق فرحتنا وكأن تلك الفرحة تصيبهم بالكآبة فتكالب لصوص الفرح من كل حدب وصوب ليشوهوا هذا الانجاز , ولاننا ضعفاء لا حول لنا ولا قوة تركنا لهم الفرح بكامله ليحولوه إلى وصلة من الرقص الرخيص المبتذل والكراتين المغلقة التى تصارعوا على ما بداخلها وتسابق كل من هب ودب لينسب لنفسه الانجاز حتى وصل التبجح بأحدهم لينسب الفوز لبدلته التى لا يلبس غيرها اثناء المباريات . وجاءت قرعة تصفيات كأس العالم النهائية لنقع فى مجموعة هى الاسهل بين كل المجموعات الاخرى وبدأت الافراح مبكرا وبدأ معها لصوص الفرحة فى عملهم الذى يعشقوه بكل جد ولكنهم بدأوه مبكرا جدا ولم ينتظروا ان يقام الفرح ثم يسرقوه من بين اعيننا ، وتحول الفرح إلى مأتم وحل الخراب على ايد لصوص الفرح الذين تسابقوا ليظهروا فى الصورة من البداية فوجدنا كل من هب ودب يزور المنتخب فى معسكره بحجة الدعم والتكاتف وتناسى هؤلاء ان الدعم يكون بتوفير المناخ المناسب للتركيز والاعداد الجيد ، تناسى هؤلاء انهم فى سبيل ملأ جيوبهم بالملايين من خلال فضائيات العرى الكروى قد استهلكوا لاعبى المنتخب من خلال اللعب كل اربع ايام فى الدورى العام ، تناسى هؤلاء انهم شغلوا الرأى العام بقضايا أقل ما توصف به انها رخيصة مثل الحرب على الالتراس والردح المتبادل بين من يسمون انفسهم اعلاميون على شاشات العرى الكروى ، تناسى هؤلاء ان همهم الاول هو ارضاء جمال مبارك بدعمهم اللامحدود لشحاتة حتى خرج علينا وليد دعبس بعد المباراة ليلقى درسا على المحترم طه اسماعيل فى كيفية النفاق والتملق مطالبا اياه بعدم مهاجمة شحاته ومهاجمة اللاعبين وكله فى سبيل ارضاء ولى نعمته ولا عزاء لأى نقد قد يصلح ما فسد.
ما حدث الليلة فى مباراة زامبيا هو نتاج طبيعى لمناخ فاسد يحكم كرة القدم المصرية ، فساد اغتال حلم الملايين من المصريين الغلابة الذين حلموا بأن يروا منتخب بلدهم يشارك فى كأس العالم ولو مرة فى حياتهم ..
نعم ايها السادة حلم الوصول إلى كأس العالم ذهب إلى غير رجعة ، اغتالته ايد اللصوص ، واغتالناه نحن بصمتنا وتخاذلنا وصراعاتنا الوهمية حول انتمائنا للاندية واللاعبين .
لن أفعل مثل غيرى واستجيب لمن يريد ان يزرع فىّ أمل كاذب بأن فرصة التأهل مازالت قائمة ، فالمؤمن لا يلدغ من جحر واحد مرتين فما بالكم لو كان اربع مرات ..
راجعوا تاريخنا بدءا من تصفيات كأس العالم 1994 ، دائما ما نخرج من التصفيات مبكرا بسبب نتيجة سلبية فى بداية التصفيات ثم يوهمنا الاعلام الفاسد بأن الامل مازال قائما واننا نلعب فى مجموعة الموت وان كل مباراة هى عنق زجاجة ثم نفاجيء فى كل مرة اننا خارج العرس العالمى وان غيرنا ذهب ليفرح تاركا لنا الحسرة والدموع والاحلام الواهية فى التصفيات التالية ، حدثت فى تصفيات 1994 بالخسارة امام زيمبابوى وحدثت فى 1998 بالخسارة من تونس وحدثت فى 2002 بالتعادل امام المغرب وحدثت فى 2006 بالخسارة امام كوت ديفوار والان حدثت بالتعادل مع زامبيا ومثلما حدث فى الماضى بتمسكنا بأمل واه يخرج علينا الآن من يدعونا بالتمسك بالأمل وأن الفرصة مازالت قائمة .
لا يا سادة هذا وهم ولن اتعلق بالوهم بعد الآن ، لن اشغل نفسى بنزح الماء من قعر المركب تاركا البحث عن الثقب الواضح للجميع إلا لمن يريد ان يعيش فى غيبوبته ، لن أشغل بالى بمن لعب ومن بدأ ، لن اشغل بالى بأخطاء فى التشكيل واخطاء فى استرتيجية اللعب ،لن اسمح لنفسى بأن استمر فى هذا الوهم وهذا العبث .
يا سادة ..
من يريد ان يفوق من غيبوبته ويحلم بالتواجد فى كأس العالم فعليه اولا أن يحارب لصوص الفرح وإلا فلتنتظروا تصفيات كأس العالم 2014 لتنتظروا بعدها تصفيات 2018 ويحيينا ويحييكم ربنا

ليست هناك تعليقات: