الاثنين، 30 مارس 2009

لك فى الزامبى .. مالكش .. ولا لك فى الجزائرى .. ضاع الحلم


المتابع للتحليل الكروى لمباراة مصر وزامبيا فى الفضائيات وفى المنتدى سيجد تباين واضح فى الاراء للدرجة التى تشعرك ان هناك 10 مباريات تمت امس بين مصر وزامبيا , يرجع هذا التباين لاختلاف الفهم الكروى من شخص لآخر وللطريقة التى ينظر بها للمباراة سواء كانت نظرة محايدة او كانت نظرة يملؤها التعصب والرفض ولكن فى جميع الاحوال تبقى وجهات النظر المتباينة فرصة للنقاش الممتع الخالى من التجريح .
فى السطور القادمة ساعرض وجهة نظرى الكروية فى مباراة الامس بين مصر وزامبيا تاركا الاحلام والامنيات ومستقبل الترشح خلف ظهرى ، فما سأكتبه سيكون رؤية تحليلية كروية بحتة بعيدا عن اى حسابات خاصة .
فكرت فى البداية فى كتابة الموضوع بشكل متصل دون تقسيمه الى نقاط منفصلة لقناعتى ان تحليل مباراة عمل مترابط ولا يصح ان نقيم لاعب لاعب او خط خط ولكن رغبة منى فى ان يكون النقاش حول نقاط واضحة قررت ان اقسم التحليل الى نقاط محددة .
حسن شحاتة والجهاز الفنى
دور الجهاز الفنى يبدأ بدراسة الفريق المنافس ومشاهدة شرائط له ومعرفة نقاط قوته وضعفه ولاعبيه المميزين ثم وضع الخطة والتشكيل المناسب لمواجهته ، ورغم ذلك ربما يفاجئك الفريق المنافس بأداء لم تكن تتوقعه وبالتالى تكون مهمة المدير الفنى قراءة اداء الفريق المنافس بسرعة اثناء المباراة ثم قيامه بالتعديلات داخل الملعب او من خلال التغيرات .
من الواضح ان شحاته لم يدرس فريق زامبيا جيدا وانه تصور ان الفريق سيأتى الى القاهرة مدافعا منكمشا فى نصف ملعبه ولذلك كان التشكيل فى البداية هجومى باللعب ببركات كوسط ايسر والمحمدى كوسط ايمن ومشاركة احمد حسن مع زيدان فى الهجوم بجانب عمرو ومتعب ولكن ما حدث فى الملعب كان شيئا آخر
فمع الدقائق الاولى للمباراة وضح جدا ان شحاتة اعطى تعليماته لثلاثى الدفاع بالتقدم الى ما قبل دائرة المنتصف بقليل فى محاولة لعمل ضغط هجومى على زامبيا من البداية ، كما وضح ايضا ان زامبيا معتمدة على الضغط الدفاعى القوى فى نصف الملعب ممااضطر لاعبى مصر الى ارسال كرات طويلة غير متقنة كانت غالبا ما تصل الى لاعبى زامبيا ليشنوا بها هجمات مرتدة خطيرة ساعدهم فى تنفيذها سوء تمركز احمد حسن بالتحديد وصعود ثلاثى الدفاع الى ما قبل دائرة المنتصف مما سمح بوجود مساحات كبيره فى منتصف ملعبنا
هنا ومع اول عشر دقائق كان لابد وان يفهم شحاته ان سير المباراة لا يمشى كما خطط له وكان ينبغى ان يعيد ترتيب فريقه بما يسمح بالتوازن الدفاعى والهجومى ولكنه لم يفعل وساعدتنا الظروف بتسجيل هدف وانتهى الشوط الاول وتوقعت ان شحاتة سيعيد تنظيم فريقه دفاعيا باخراج زيدان او متعب والدفع بحسنى عبد ربه ليلعب بجوار شوقى تاركا الحرية لاحمد حسن الذى لا يجيد اللعب كوسط مدافع ولكن ذلك لم يحدث وتعادلت زامبيا نتيجة لاخطائنا الواضحة ولم يحقق نزول تريكة وميدو وحسنى اى جديد فشحاته بدلا من ان يصلح ما افسده فى البداية زاد الامور سوءا .
محمد بركات واحمد فتحى
بركات بدأ المباراة كباك ايسر واحمد فتحى كمساك ايسر ثم عدل شحاته مركز فتحى ليلعب كباك ايسر ويصعد بركات الى وسط ايسر وذلك بعد الهدف فى محاولة لزيادة الهجوم واحراز هدف ثان لانهاء المباراة وهى الفترة التى تحرك فيها بركات وساعده بطريقة جيدة زيدان ولكن زامبيا استغلت ذلك باللعب خلف بركات المتقدم مما يعكس قدرة مدرب زامبيا على قراءة احداث المباراة ,ايضا كان من المفترض ان يكلف شحاتة بركات بمليء منطقة الوسط مع شوقى وحسن طالما ان بركات كان دوره فى المنتصف فقط تاركا احمد فتحى للتغطية خلفه ولكن بركات لم يفعل ذلك اما لتقصير منه او لان شحاته لم يكلفه بذلك وظهر اثر ذلك بوضوح فى منطقة الوسط التى شهدت تفوقا واضحا لزامبيا ، وتفرغ بركات للهجوم من الناحية اليسرى ولكن كانت فاعلية بركات فى الهجوم محدودة وتمثلت فى تصويبة رائعة واختراقين شكلا خطورة نسبية .
هدف زامبيا فى رأيى يتحمل جزء من مسئوليته بركات فاللاعب الذى لعب الكرة برأسه كان متواجد فى اقصى يسار منطقة ال 18 وكان يجب ان يتواجد بركات فى تلك المنطقة ليبعد الكرة ولكن اللاعب كان وحده ولعب الكرة برأسة متقنة لزميله الذى لم يضايقه احد ليودعها المرمى .
مع نزول ميدو ذهب بركات الى الناحية اليمنى ولعب المحمدى فى الناحية اليسرى وعاد احمد فتحى من جديد الى مركز المساك ولم يتغير الحال كثيرا فبالرغم من زيادة مشاركة بركات فى الهجوم من الناحية اليمنى الا انها لم تسفر عن شيء لتميز لاعبى زامبيا فى التمركز الصحيح .
باختصار كان بركات تائه فى اول نصف ساعة ثم شارك بفاعلية فى الهجوم من الناحية اليسرى فى آخر ربع ساعة من الشوط الاول ثم اختفى فى الربع ساعة الاول من الشوط الثانى ولمم نراه لا هجوميا ولا فى وسط الملعب دفاعيا ثم تواجد بشكل جيد فى النصف ساعة الاخير من الناحية اليمنى ولكنه كان تواجد غير مثمر .
اما احمد فتحى فقد اجاد فى مركز المساك و مركز الباك الايسر بالتغطية خلف بركات
هانى سعيد ووائل جمعة
وائل جمعة ادى مباراة رائعة وتحمل عبأ كبير خصوصا مع لجوء شحاته للعب بدون ليبرو بعد تسجيل مصر للهدف وكان اكثر لاعبى مصر مجهودا ، اما هانى سعيد فبدأ المباراة كليبرو ثم لعب كمساك بجانب وائل جمعة بعد نصف ساعة من الشوط الاول ثم صعد الى نصف الملعب للمشاركة فى الهجوم بعد تسجيل زامبيا لهدف التعادل ، وللاسف لم يؤدى هانى دوره فى كل هذه المراكز كما ينبغى ، فعندما كان ليبرو كان هناك انفراد فى الدقيقة 13 لزامبيا ولم نجد هانى ليقوم بالتغطية خلف المدافعين وعندما لعب كمساك مر منه مهاجم زامبيا فى بداية الشوط الثانى مما اضطر هانى لمسكه على حدود ال 18 وربما كانت افضل اوقاته فى المباراة عندما صعد لخط الوسط ليساعد فى بناء الهجمات .
احمد المحمدى
فى البداية لعب فى الناحية اليمنى وكانت المهام المكلف بها هجومية فى الاساس ونجح الى حد كبير فى عمل اختراقات مؤثرة ونجح فى صنع الهدف ولكن مدرب زامبيا فطن الى المساحات الواسعة خلف المحمدى فشن هجماته من الناحية اليمنى لنا مما حد من انطلاقات المحمدى تماما فى الشوط الثانى ثم قام شحاته بنقله للناحية اليسرى بعد نزول ميدو وللاسف لم يفيد هذا التعديل ولم يشارك المحمدى فى اى هجمات من الناحية اليسرى .
شوقى واحمد حسن وحسنى عبد ربه
شوقى فى رأيى كان جيد فى الشوط الاول وساهم فى قطع اكثر من كرة من هجوم زامبيا وكانت تحركاته جيدة ولكنه وخصوصا فى الشوط الثانى قلت جديته واعتمد على محاولة تلبيس المنافس لفاولات وهو ما كلفنا هدف التعادل فبدلا من اللعب بجدية واخراج الكرة فضّل ان يقع ليوهم الحكم ان هناك مخالفة ضده
احمد حسن كان السبب الرئيسى فى امتلاك زامبيا لخط المنتصف فلا ادرى لماذا كان يضم لمحمد شوقى تاركا خلفه مساحة فارغة كانت واضحة جدا بين خط المنتصف وبين خط الدفاع استغلتها زامبيا فى تشكيل خطورة علينا ، ايضا كثيرا ما كان يحتفظ بالكرة اكثر من اللازم ، حتى بعد نزول حسنى ومنح شحاته له دور هجومى اكثر كانت فاعليته الهجومية قليلة للغاية
حسنى عبد ربه نزل بديلا لهانى سعيد ليقوم بنفس الدور الذى كان يؤديه هانى قبل خروجه وهو ملأ منطقة المنتصف والمساعدة فى الضغط الهجومى وهو ما حاول حسنى ان يقوم به ولكن الوقت لم يسعفه وفى المجمل فعل ما عليه فى الفترة التى شارك فيها .
محمد زيدان ومحمد ابو تريكة
لعب زامبيا بطريقة دفاع المنطقة وعدم منح لاعبى مصر مساحات قلل من فاعلية زيدان فلاعب مثل زيدان يجيد فى المساحات الواسعة ولذلك لم نشعر بخطورة زيدان وربما كان افضل ما فعله هو مساندة بركات فى الهجوم من الناحية اليسرى
تريكة عندما شارك زادت سيطرة المنتخب على منطقة الوسط وسنحت لنا اكثر من فرصة خطيرة ولكن اضاعها تريكة على غير العادة ولكن فى المجمل ادى تريكة ما عليه
متعب وزكى وميدو
متعب لا يستحق ان أكتب عليه اى شيء فهو لم يكن موجودا من الاساس
زكى للاسف الشديد يتعامل بعقلية الهيرو الذى يريد ان يفعل كل شيء بمفرده فهو يريد ان يظهر فى الكادر لوحده ولو تخلص من هذه السلبية فسيستفيد منه المنتخب بصورة افضل ، عمرو تحرك كثيرا فى الشوط الاول وارهق مدافعى زامبيا وسجل الهدف بمهارة ولكنه اختفى وقل مجهوده بصورة كبيرة فى الشوط الثانى
ميدو وزنه زايد وحركته بطيئة ولكنه اضاف نسبيا للهجوم وصنع فرصتين للتهديف لم يستغلهم تريكة
فى النهاية لابد من الاشادة بمدرب المنتخب الزامبى الذى استطاع الاعداد الجيد للمباراة كما استطاع قراءة احداث المباراة واستغلال الاخطاء التى وقع فيها شحاتة ، كما يحسب للاعبى زامبيا تنفيذهم للضغط الدفاعى وتمركزهم الجيد وسرعة الانتقال بين الدفاع والهجوم طوال فترات المباراة .

ليست هناك تعليقات: