الاثنين، 18 فبراير 2008

خدعوك فقالوا : فوزنا ببطولة افريقيا دليل على قوة الدورى المحلى

بعد الفوز التاريخى لمصر ببطولة افريقيا فرح الجميع والفرحة على العموم شئ جيد ومطلوب ولكن وللاسف فإن البعض تخرجه الفرحة الطاغية عن كلام العقل والمنطق والبعض الاخر تغريه الفرحة ببث اكاذيب وضلالات والمتلقى العادى غالبا ما يطنش وقت الفرحة ولا يقف كثيرا عند كلمة قيلت هنا او هناك فالكل له الحق ان يتكلم وكل شئ مقبول فمصر اليوم فى عيد وعملوها الوحوش والتهانى تنهال من كل صوب وحدب ولكن وبعد ان تهدأ الامور وتقل الفرحة تدريجيا يبدأ العقل فى تفنيد ما كان يتداول ويروجه البعض معتمدا على حالة اللاتركيز والنشوة الموجودة عند الجماهيراهم ما لفت نظرى ان كثيرا من النقاد اعتبر ان فوز منتخب مصر ببطولة افريقيا ومعظم عناصره من اللاعبين المحليين الذين يلعبون فى الدورى المصرى ان هذا دليل على ان الدورى المصرى قوى للغاية وانه افرز لاعبين استطاعوا ان يقهروا ابطال تشيلسى وبرشلونة والارسنال وان الدورى المصرى مظلوم ولم يأخذه حقه من التقدير والاشادة وطبعا قيل هذا الكلام على استحياء فى البداية ولكن ولانه لم يوجد من يعترض عليه فإن النبرة زادت ووصل الامر الى الايحاءبأنه يجب علينا الا نسمح لاحد بالاحتراف فنحن فزنا من خلال الدورى القوى وان لاعبينا يخرجوا للاحتراف ليجلسوا على مقاعد البدلاء وبالتالى فالافضل ان يظلوا فى بلدنا ومع تزايد نبرة الاشادة بالدورى المصرى وعدم الرد من احد خشيت ان يخرج علينا من يخبرنا ان الدورى عندنا ينافس الدوريات الاوربية المتقدمةلا يا سادة هذا من قبيل خلط المفاهيم وجزء من خداع الذات وقراءة سيئة لاسباب انتصارنا فى غانا ولا ابالغ اذا قلت ان التحليل الخاطئ لاسباب النصر سيؤدى لا محالة الى عدم تكرار مثل هذا النصر الا بالصدفة ولذلك لابد من وضع الامور فى نصابها ومحاولة فهم الامور على حقيقتهاالفوز بالبطولة دليل على تميز اللاعب المحلى وليس الدورى المحلى اعتقد ان هذه الجملة اوقع ومعبرة اكثر عن واقع الحال .. فالتفوق المصرى الواضح فى البطولة كان ناتج تميز مجموعة من اللاعبين المحليين وليس بالضرورة ناتج من تميز الدورى المحلى فلو راجعنا قائمة الفريق المصرى المختارة فى بطولة الامم 2008 وعدد الفرق التى ساهمت فى امداد المنتخب باللاعبين وقارناها مثلا بمنتخب المانيا فى كأس العالم 2006 لوجدنا ان 11 محلى فريق امدوا المنتخب الالمانى بلاعبيه اما الدورى المصرى فخمس فرق محلية هى التى امدت المنتخب بلاعبيهفى المانيا هناك فى كل موسم 3 او 4 فرق تنافس على البطولة وايضا 3 الى 4 فرق اخرى تظهر بصورة متميزة وتنافس على اللعب فى البطولات الافريقية وسنلاحظ ان هذا التنافس ساهم فى امداد المنتخب بلاعبين متميزين من اكثر من نادى وصل الى 11 نادى فى كأس العالم 2006ولكن فى منتخب مصر اللاعبين جاءوا من الاهلى والاسماعيلى والزمالك بالاساس وبالتالى فهو دليل تميز لاعبى تلك الفرق الثلاث فقط واذا دققنا النظر اكثر فى اللاعبين المختارين والذين شاركوا بصورة منتظمة فى البطولة لوجدنا ان هناك 4 لاعبين من الاهلى هم الحضرى وشادى ابو تريكة ومتعب ومن الاسماعيلى هانى سعيد وسيد معوض وحسنى عبد ربه ومن الزمالك عمرو زكى ومحمود فتح الله والمحترفين زيدان واحمد حسن ووائل جمعة وابراهيم سعيد واحمد فتحى ( على اعتبار انه انضم للمنتخب وهو محترف فى الكويت ) ومن انبى احمد المحمدىاذن هناك 10 لاعبين محليين شاركوا بانتظام فى البطولة .. فهل هؤلاء النجوم العشر نتاج دورى محلى قوى ؟؟؟فى برنامج الرياضة اليوم كان الضيف هو مدرب حراس مرمى المنتخب احمد سليمان وكان السؤال هل كان هناك احد من الحراس الاخرين تتمنى تواجدهم معك فى البطولة ..؟ وكان الرد الواضح الصريح انه كان يتمنى تواجد الحراس ذو الخبرة الدولية امثال نادر وعبد الواحد بجوار الحضرى لان الدورى المصرى لا يصنع حارس مرمى يستطيع ان يواجه مهاجمين من طراز دروجبا وايتو وانه بذل مجهود كبير مع الحضرى لاعداده لمواجهة هؤلاء المهاجمين الشرسين وان مستوى الحضرى كان فى ارتفاع منذ بداية المباريات الودية ومع توالى المباريات وانه تعمد ان يعطى للحضرى مباراتين وشوط من الثلاث مباريات التجريبية حتى يستطيع ان يعد الحضرى للبطولةكلام رائع وصادق مع النفس فالمهاجمين الذين يقابلهم الحضرى فى الدورى المصرى لا يمكن باى حال مقارنتهم بمهاجمى المنتخبات الافريقية وبالتالى فتميز الحضرى ليس نتاج دورى قوى بقدر ما هو نتاج لاعب قوى ومتميز ونادى استطاع ان يجهز لاعبين جيدين ومتميزين وما ينطبق على الحضرى ينطبق على باقى لاعبى الاهلى شادى وابو تريكة ومتعب فتميزهم ليس لانهم واجهو دفاعات وهجوم شرس فى الدورى ولكن لانهم يلعبون للاهلى الذى يخوض مباريات افريقية كثيرة والذى يملك جهاز فنى يعرف كيف يعد اللاعبين ويجهزهم ويملك ادارة تريد ان تنشئ فريقا متميزا غنى بلاعبين اصحاب مهارة متميزةفى الاسماعيلى الامر مختلف نوعا ما فالنادى الاسماعيلى امد المنتخب ب 6 لاعبين منهم 3 لاعبين كانوا اساسين وهو رقم كبير ولكن حال الاسماعيلى فى الدورى لا يتناغم مع هذا العدد الكبير الذى يلعب فى المنتخب .. فهل كان تواجد هؤلاء اللاعبين نتاج دورى قوى ؟؟ أم هو نتاج تميز فردى لهؤلاء اللاعبين ونتاج امكانيات ومهارات يتميزون بها ولو كان نادى الاسماعيلى ينعم بالاستقرار الادارى والفنى الذى ينعم به الاهلى لكان لهذه المجموعة شأن آخر محليا وافريقيا ولكن الحال يخبرنا بعكس هذا فهؤلاء اللاعبون هم البضاعة الغالية والنفيسة فى سوق انتقالات اللاعبين وهم من يتهافت عليهم الاهلى والزمالك فحسنى عبد ربه وسيد معوض كانت هناك بالفعل خطوات لانتقالهما للاهلى ومن قبله الزمالك وعمر جمال هناك رغبة ملحة من الاهلى والزمالك لضمه ومحمد فضل من اللاعبين المتميزين اما هانى سعيد ففى رأيى ان شحاته له الفضل الاكبر فى منح الفرصة له لاثبات تميزه وحوله من لاعب لا تثق فيه الجماهير الى لاعب كبير ومتميزمن الزمالك تواجد عمرو زكى اللاعب الذى لا يختلف عليه اثنين وتميز عمرو زكى ليس لان الدورى المصرى اظهره واعطاه قوة بقدر ما هى امكانيات ومهارات يتميز بها اما محمود فتح الله ففى رأيى انه تكرار لما فعله شحاته مع المرحوم له بإذن الله محمد عبد الوهاب عندما منحه الفرصة للابداع والتألق فى 2006 بالرغم من عدم ظهورة بصورة ملفته مع الاهلى .. نفس الشئ مع فتح الله ولكن بدرجة اقل نوعا ما فاللاعب ومنذ انضمامه للزمالك لم تشعر الجماهير بانه اضاف الكثير للفريق ولكننا شاهدنا اللاعب مع المنتخب بامكانيات رائعة واتمنى ان يستفيد الزمالك من هذه الحالة كما استفاد منها الاهلى سابقا مع عبد الوهاباما احمد المحمدى فهو لم يشارك كثيرا وهو ايضا صناعة شحاتة الذى دفع به فى الجانب الايمن بالرغم من انه يلعب مهاجم فى الدورى المصرىمن هذا السرد نخلص الى ان فوز المنتخب لم يكن نتيجة دورى قوى بقدر ما كان ناتج مهارات وامكانيات فردية لهؤلاء اللاعبين مع حالة استقرار للبعض فى انديتهم مثل لاعبى الاهلى او حالة تبنى من شحاتة وثقة فى قدراتهم مثل هانى سعيد ومحمود فتح الله واحمد المحمدىاذن الحقيقة التى لا خلاف عليها والواضحة تماما هى ان الفوز لم يكن بسبب دورى قوى بل يمكننا القول بأن الدورى يسير من سئ الى اسوأ .. فعن أى دورى قوى يتحدثون وهو لا يوجد به اى انتظام فى مبارياتهعن اى دورى قوى يتحدثون والبطل معروف من الدور الاولعن اى دورى قوى يتحدثون وكل لاعب متميز يذهب الى الاهلى والزمالك وتبقى باقى الفرق تعتمد على لاعبين سد خانةمن هم اللاعبون المتميزون خارج الاهلى والزمالك ؟؟؟ واين سيذهبون الموسم القادم وبعد القادم ؟؟!فزنا بأقوى بطولة بالمحليين فهل نغلق الباب امام الاحترافلكى تصلح خطأ ما فلابد من معرفة اسباب حدوثه .. ولابد من الاعتراف ان معظم لاعبينا لم ينجحوا فى الاحتراف الخارجى وان هناك اسباب لذلك ولذلك فالحل يكون بالتغلب على تلك المشاكل وليس بغلق الباب امام احتراف لاعبيناولعل من اهم اسباب فشل محترفينا يرجع الى غياب ثقافة التأقلم مع النظام الاحترافى الاوربى وهو بالاساس شئ يرجع الى الجانب السلوكى للاعب وليس الى الجانب الفنى وهذا يفسر لنا اسباب تألق لاعبينا عندما يتاح لهم استقرار نفسى ومناخ عام يجعلهم يركزون فى الجوانب الفنية فقط وقتها نجدهم ند قوى لاقوى الفرق اما عندما يكون هناك اجواء مشحونة وحالة من عدم الاستقرار النفسى والسلوكى فاننا نجد مجموعة من اللاعبين الذين لا حول لهم ولا قوةولذلك فانه يجب اعداد النشئ على ثقافة الاحتراف والالتزام والتأقلم مع الظروف المختلفة التى تواجههم فى مسيرتهم الكروية مما يعود بالفائدة على هؤلاء اللاعبين سواء محليا او عند احترافهم ووقتها فقط سوف نجد دورى قوى ولاعبين متميزين محلين ومحترفين

ليست هناك تعليقات: