الخميس، 14 فبراير 2008

حسن شحاتة وسارق الفرح

تصاعدت فى الايام الاخيرة نبرة الهجوم على شحاتة وتلوح فى الافق موجة هجوم عاتية سيتعرض لها الرجل فيما هو قادم من اياموحتى لا ننجرف خلف من يريد ان يسرق فرحتنا ويسرق مجهود وتفوق حسن شحاتة فى بطولة 2008 اطلب منكم القراءة المتأنية لما حدث فى غانا .ما حدث فى غانا شئ اعجازى بمعنى الكلمة والاعجاز لا يأتى من فراغ ولا يأتى بالصدفة وبالحظ .... من يقول هذا الكلام هو شخص غير موضوعى تحركه الاهواء والتأثر بسطوة الاعلام .ما حدث فى غانا لابد من الوقوف امامه كثيرا والتعمق فى معرفة اسباب حدوثه ومحاولة وضع ايدينا على اسباب تميزنا حتى نستطيع مواصلة التميز والوصول الى ما نحلم به جميعا وهو الوصول الى نهائيات كأس العالم .فى البداية لابد من الاعتراف ان بطولات امم افريقيا التى تقام بعيدا عن كأس العالم تكون اقوى بكثير من البطولات التى تقام فى نفس عام كأس العالم وايضا لابد من الاعتراف ان بطولة 2008 ضمت فرق قوية ومستويات مرتفعة خصوصا من كوت ديفوار وغانا والكاميرون وتونس وانجولا .. كذلك لابد من الاعتراف ان الانجاز المصرى تحقق عن جدارة واستحقاق وبتفوق كاسح على كافة الفرق التى قابلناها وان اللاعبين كانوا فى افضل حالاتهم كما ان شحاتة كان فى قمة نضجه وتميزههذا النضج والتميز برز فى النقاط الاتية :اختيار التشكيل اختيارات شحاته لتشكيل كل مباراة كان موفق للغاية واعتمد على اللاعبين الجاهزين وفى نفس الوقت لم يهمل الاحتياطى الاستراتيجى بل قام بالدفع به تدريجيا مثلما فعل مع احمد حسن وابراهيم سعيد كما يحسب لشحاته تثبيته للتشكيل وعدم اجراء تغييرات لمجرد التغيير فاللاعب الذى يؤدى بصورة جيدة فى مباراة ما كان يبدأ فى المباراة التاليةفى الدفاع لا خلاف على الحضرى ثم جاء تميز شحاته فى اصراره على وجود هانى سعيد الجاهز فنيا كأساسى وعدم الدفع بابراهيم سعيد العائد من اصابة ووضح من خلال البطولة مدى ارتفاع مستوى هانى واداؤه لمهام مركزه كليبرو فى حين ان الدفع بابراهيم سعيد من بداية البطولة كأساسى كانت ستكون مخاطرة غير مأمونة العواقبفى مركز المساك جاء اختياره لمحمود فتح الله كنقطة تحسب لشحاته لان فتح الله كان متميز للغاية فى المباريات التجريبية وبالتالى كان البدء به اساسى منطقى ولم يفقد مكانه الاساسى الا بعد حصوله على الانذار الثانى ودخول شادى مكانه وظهر تميز شحاته فى استغلاله لهانى سعيد وفتح الله وجمعة وشادى حسب المنافس وسير المبارياتفى الباك الشمال كثر الكلام عن مجاملة شحاته لطارق السيد على حساب اسامة محمد ولكن المباريات اظهرت لنا ان شحاته بنى حساباته على ان سيد معوض هو رقم 1 فى الباك الشمال وان شادى محمد هو رقم 2 وبالتالى فالمفاضلة بين طارق السيد واسامة محمد كانت على اساس انهم رقم 3 كباك شمال واعتقد ان خبرة طارق السيد رجحت كفته وان كان فى جميع الاحوال لم يكن هناك فارق كبير على اساس ان وجود سيد معوض ومن بعده شادى لم يتيحوا الفرصة من الاساس لمشاركة الاختيار الثالثفى الباك اليمين كان الاعتماد بشكل اساسى على احمد فتحى وتمت الاستعانة بالمحمدى عندما كان هناك حاجة الى تواجد هجومى اكثر من الناحية اليمنى او عندما كان هناك احتياج لتواجد احمد فتحى فى المنتصف ولكن مع تواصل المباريات وارتفاع مستوى احمد فتحى وتأديته لمهامه الدفاعية والهجومية بصورة رائعة لم يعد هناك حاجة لوجود احمد المحمدىفى خط المنتصف كان هناك الثنائى المتميز شوقى وحسنى وكان اختيار موفق نظرا لتميز الثنائى دفاعيا وهجوميا وتم بالتدريج اعطاء الفرصة لاحمد حسن وهو ما كان يقابل بالهجوم من الجمهور والنقاد فى بادئ الامر ولكن اصابة شوقى وضرورة الدفع باحمد حسن فى مباراة كوت ديفوار اوضحت بعد نظر شحاتة وان اشراكه لاحمد حسن فى مباريات السودان وزامبيا كان ضربة معلم حتى يدخل احمد حسن فى جو البطولة ويكون جاهز عندما تستدعى الحاجة وهو ما حدث بعد اصابة شوقى ولنا ان نتخيل ماذا سيكون الحال لو لم يكن احمد حسن قد تم الدفع به مسبقا وتم الدفع به لاول مرة فى مباراة كوت ديفوار بالطبع كان اداؤه سيكون مهتز للغايةوللحق فان هذه النقطة التى اتخذناها كنقطة سلبية فى حق حسن شحاته بل وصل الامر ببعضنا لاتهامه بمجاملة احمد حسن وابراهيم سعيد .. اقول ان هذه النقطة من اهم النقاط الايجابية التى تحسب لشحاته ووضحت جليا عند اصابة شوقى .. كذلك الحال لابراهيم سعيد فقد تم الدفع به تدريجيا لكى يدخل فى جو البطولة تحسبا لاى ظرف طارئ كاصابة او ايقاف هانى سعيدفى خط الهجوم كان الاعتماد على الرباعى تريكة وزيدان ومتعب وزكى وهواختيار موفق ومتوازن ويجمع بين القوة والايجابية المتمثلة فى زكى والتحركات الواعية المتمثلة فى متعب والمهارة والسرعة المتمثلة فى زيدان والمهارة والسيطرة الرائعة على ريتم المباراة المتمثلة فى تريكةالبداية فى مباراة الكاميرون كانت لزيدان لانه الاجهز ولان تريكة كان مصاب بنزلة برد وتم اشراك تريكة بالتدريجالاداء التكتيكىشحاته لعب رقميا 3- 4 - 3 بالاعتماد على ثنائى دفاعى فى خط المنتصف بصرف النظر عن قوة المنافس وسرعة لاعبيه واللعب بتلك الطريقة يجعل الملعب مفتوحا ويتطلب لياقة بدنية عالية خصوصا اننا قابلنا فرق سريعة واصحاب لياقة عالية ولكم تلك الطريقة كانت الانسب لانها تحمل توازن دفاعى هجومى لم يكن ليتحقق لو لعبنا مثلا بثلاثى دفاعى فى خط الوسط وايضا يجب الا نتناسى ان لياقة لاعبينا العالية ساعدت على تنفيذ تلك الطريقة بشقيها الدفاعى والهجومى بتميز .. لو نظرنا الى الفرق المنافسة لوجدنا ان اغلب الفرق كانت تلعب بطريقة 4 – 2 – 3 – 1 وبالتالى كان المطلوب التأمين الدفاعى تجاه رأس حربة متقدم وثلاثى هجومى من خلفه يساندهم لاعب من خط المنتصف وباك يمين وباك شمال وسأخذ فريق كوت ديفوار كمثال لمعرفة كيفيه مواجهته فى اثناء هجومه وكيف كان شحاته متميز للغاية [Photo]اعتمد فكر شحاتة التكتيكى على التأمين الدفاعى فى المقام الاول بوجود ثلاثى خط الدفاع واخمد فتحى وسيد معوض وشوقى وحسنى وينضم لهم متعب وزكى بالضغط على الباك اليمين والشمال للفريق المنافس تلك الكثافة الدفاعية قامت بتضيق المساحات امام هجوم المنافس ووضح ذلك فى عدم تعرض النتخب لاى هجمات سريعة طوال البطولة بالرغم من مواجهاتنا لفرق غاية فى السرعة مثل كوت ديفوار ساعد على ذلك التمركز الصحيح لكل اللاعبين واللياقة البدنية العالية . التمركز الصحيح ساعد ايضا فى عدم تعرض المنتخب لتسجيل اهداف فى مرماه من الكرات العرضية والتى كانت من اهم نقاط ضعف الدفاع المصرى فلو استرجعنا الكرات العرضية التى تعرض لها المنتخب لوجدنا ان مهاجمى الفرق المنافسة كانوا يصلوا الى الكرة قبل مدافعينا ولكنهم لم يلعبوها بارتياح نظرا للتمركز السليم وبالتالى كانت غالبية الكرات طائشة والحضرى تكفل بباقى الكرات .. بالطبع هذا التمركز الجيد يحسب للمدير الفنى لانه ناتج عن ارتفاع اللياقة البدنية وكثرة التدريبات على التمركز الصحيحفى الناحية الهجوميةكان الاعتماد على ثلاثى الهجومى مع انضمام حسنى عبد ربه او احمد حسن بعد ذلك ..مع بعض المعاونة من احمد فتحى او سيد معوض فى بعض الاحيانالتكتيك الهجومى لم يعتمد على وجود كثافة هجومية باستمرار ولكن اعتمد على ارسال كرات طويلة لمتعب وزكى او على قدرة ابو تريكة على نقل الهجمة ببينياته المتقنة وانطلاقات ومهارة زيدان واستغلال مهارات المهاجمين واخطاء مدافعى الفرق المنافسة وكلاهما تحقق.. يتبين من هذا ان الوجود الهجومى المصرى لم يكن هو الشاغل الاساسى لفكر شحاته بل كان التأمين الدفاعى ثم الهجوم وراهن شحاته على قدرته على تحقيق المطلوب منه بهذه الطريقة ونجح فى ذلك ولا انكر وجود التوفيق بجانب الفريق فى احراز اهداف مبكرة فى كل المباريات باستثناء النهائى وعدم قدرة المنافسين على احراز الاهداف اولا كل هذه العوامل ساعدت على نجاح فكر شحاته الدفاعى والهجومى ويجب ان نعترف ان التوفيق يقف بجانب المجتهد وللحق فان شحاته واللاعبين اجتهدوا لاقصى مدىالتغييرات وقراءة المبارياتمن اكثر نقاط التميز لشحاته اثناء البطولة فمع اختيار التشكيل المناسب لكل مباراة ثم التقدم المبكر وباكثر من هدف فى كثير من المباريات اكمل شحاته مسلسل ابداعه بقرائته المتميزة لسير المباراة واجراءه لتغيرات اضافت كثيرا لفريقه وساعدته على الخروج فائزا بالكأس فى النهايةفى المباراة الاولى مع الكاميرون وبعد تقدم ثلاثى فى الشوط الاول ومع بداية الشوط الثانى تمكنت الكاميرون من احراز هدف هنا تجلت قدرة شحاته على قراءة المباراة لقد قام باجراء تغيير بنزول تريكة مكان زكى ليلعب بزيدان وتريكة تحت متعب وليجبر خط دفاع ووسط الكاميرون على عدم التقدم المفرط وليفرض تريكة ايقاع لعبه على الملعب مما ساعد على عدم استغلال الكاميرون للدفعة المعنوية الهائلة بعد احرازهم للهدف بعدها قام باخراج زيدان والدفع باحمد المحمدى ليلعب احمد فتحى كليبرو خط المنتصف وكان هذا التغيير بعد مرور نصف الشوط الثانى ..روعة هذا التغيير فى توقيته وفى التغيير التكتيكى الذى حدث فى الملعب فقد مكن المنتخب المصرى من امتلاك خط الوسط تماما واجهض غالبية هجمات الكاميرون قبل ان تبدأ ولو كان هذا التغيير مبكرا وبعد احراز هدف الكاميرون مباشرة لكان خطأ كبير لشحاته لانه كان سيدعو الكاميرون لمواصلة الهجوم ولكن المعلم شحاته اجرى هذا التغيير بعد ان فرض تريكة رتم ادائه على الملعبفى مباراة السودان ومع التواجد الهجومى العشوائى للسودان فى بداية المباراة ومع صعوبة وصول مصر الى مناطق الخطورة لان ثلاثى الدفاع كان متمركز عند منطقة جزاء مصر حتى عند امتلاكنا للكرة مما صعب نقل الكرة للامام لان بناء الهجمة كان يأخذ وقت اطول قام شحاته بتوجيه لاعبى الدفاع بالتقدم الى قرب دائرة المنتصف وقت امتلاكنا الكرة لسرعة نقل الهجمة وسهولة نقل الكرة الى مناطق الخطورة .. فى هذا المباراة قام شحاته باشراك احمد حسن لكى يدخل فى جو البطولة وهو ما تبين فائدتة الكبيرة فى مباراة كوت ديفواروهو نفس ما حدث فى مباراة زامبيا والتى لم يكن يريد منها الجهاز الفنى اكثر من ضمان صدارة المجموعة وهو ما تحققفى مباراة انجولا كانت هناك رقابة لصيقة اكثر من اللازم من وائل جمعة وشادى لفلافيو ومانتشو مما ادى لاحتساب ضربات حرة كثيرة حول منطقة الجزاء وبعد توجيه شحاته بعدم الرقابة اللصيقة الزائدة عن الحد قلت الفاولات جدا .. كذلك قام شحاته باخراج معوض ونزول فتح الله ليذهب شادى ويلعب باك شمال ليوقف تماما خطورة زيكالونجا اللاعب الخطير الانجولى بعدما ارهق معوضنفس الشئ فعله فى مباراة قبل النهائى امام كوت ديفوار ليوقف عبد القادر كيتا .. ايضا يحسب لشحاته بدايته بابو تريكة فى هذه المباراة لانه القادر على فرض رتم اداء مصر على المباراة حتى لا ندع الفرصة للاعبى كوت ديفوار بفرض الاداء السريع على المباراةفى النهائى يحسب لشحاته عدم استجابته لحالة الفرح المسبقة التى روج لها الاعلام المصرى بل تعامل مع المباراة بجدية ووضح ذلك من خلال المباراة التى تسيدناها وكانت لنا الكلمة العليا فيهااما ما أخذه البعض على شحاته من اجرائه لتغيراته كلها واخراج متعب وتريكة وتخوف البعض من احراز الكاميرون لهدف التعادل ووقتها لن يكون هناك مهاجمين فى الوقت الاضافى سوى زيدان فاعتقد ان شحاته وله الحق فى ذلك راهن على قدرة فريقه على المحافظة على الهدف لان الوقت المتبقى كان 5 دقائق فقط وكان من الصعب تفريط اللاعبين فى فوز تاريخى فى تلك الفترة القليلة المتبقيةايضا لو كان حدث وتعادلت الكاميرون اعتقد بان شحاته كان سيعتمد على وجود احمد حسن كرأس حربة متأخر تحت زيدان ومحاولة الوصول الى ضربات الجزاءوفى جميع الاحوال فان هذا السيناريو لم يحدث من الاساس لثقة شحاته فى قدرة لاعبيه على المحافظة على الفوزارساء مبدأ جديد اتمنى ان يستمراتخذ شحاته موقفا من وسائل الاعلام اثناء البطولة بعدم السماح لهم بحضور التدريبات وعدم ادلاء اى احاديث صحفية اثناء البطولة وبالرغم من غضب الاعلامين لذلك وشنهم هجوم على شحاته اثناء البطولة الا انه لم يتراجع عن قراره واتمنى ان يواصل السير على هذا النهج لانى ارى انه ليس من حق الاعلام واثناء بطولة مهمة مثل بطولة الامم ان يشتت تركيز المدير الفنى واللاعبين بل عليهم ان يوفروا الجو المناسب ويكون التقييم للمباريات والبطولة ككلشحاته هو الانسب للاستمرار مع المنتخباى مدير فنى جديد سيأخذ وقت طويل حتى يتعرف على اللاعبين وقدراتهم وبالتالى خسارة وقت مهم جدا اثناء التصفيات وربما خسارة بعض المباريات فما الداعى لان نجازف وعندنا مدير فنى وصل لمرحلة من النضح تؤهله لقيادة المنتخب للوصول لكأس العالم ان شاء اللهالمنتخب المصرى يملك هيكل اساسى من لاعبين متميزين وصغار السن وشحاته يعرف امكانياتهم جيدا ويملك من الثقة الان ما تؤهله للابداع مع المنتخب اتمنى ان يتركه سارقوا الفرح يعمل فى صمته كما عودنا ليصل بنا الى حلم اكثر من 80 مليون

ليست هناك تعليقات: